قال اليعقوبي في تاريخه (ج2 ص109) في عنوان (حجة الوداع) وهو يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ووقف عند زمزم، وأمر ربيعة بن أمية بن خلف، فوقف تحت صدر راحلته ـ وكان صـَـبــيـّـاً ـ فقال: يا ربيعة قل: يا أيها الناس إن رسول الله يقول: لعلكم لاتلقوني على مثل حالي هذه وعليكم هذا... إلى آخر الخطبة.

كذا في مطبوعة بيروت دار صادر (صـَـبــيـّـاً) وكذا في مصورتها في المكتبة الحيدرية ـ قم 1425.

لكن كلمة (صـَـبــيـّـاً) غلط قطعاً، وذلك:

لأن المقام يقتضي أن يكون ربيعة مبلغاً كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس، ومثل هذا لا يأتي من الصبي، بل لابد أن ينتدب له الرجال ذوو الصوت المرتفع، كما هو في المستملي الذي ينقل إملاء الشيخ إلى السامعين، وكما هو المؤذن حيث ذكر الفقهاء بالإجماع استحباب أن يكون (صـَـيـّـتاً).

والصواب في الكلمة هو (وكان صيتاً)  بمعنى شديد الصوت، مرتفع الصوت، عالي الصوت، ليبلغ صوته الحاضرين على كثرتهم فيحصل به غرض انتفاعهم من الكلام ولذلك ذكرت هذه الكلمة بلفظ: (كان رجلا صيتاً) وأما ربيعة فقد وصف في كتب الصحابة بكونه (صيتا) كما في أسد الغابة والإصابة، وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البـَـرّ (ص 221) وقد ذكر العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكونه (جهورياً صيتاً) لما دعاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين أن ينادي الصحابة الذين فرّوا، فنادى: (يا أصحاب سورة البقرة...).

حرر في السابع من محرم الحرام عام 1428 هـ.

وكتب السيد محمدرضا الحسيني الجلالي 

چهارشنبه ۱۸ بهمن ۱۳۸۵ ساعت ۱۶:۰۸