ذكر ابن عساكر : 

قال ابن ماكولا : وأما (العتري )  بكسر العين المهملة وسكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها فجماعة منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي العتري أحد من سار إلى عثمان من مصر.

 كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن منده أنا أبو سعيد بن يونس نا العباس بن محمد البصري نا جعفر بن مسافر نا عبد الله بن يوسف نا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري انه سمع أبا ثور الفهمي يقول قدمت على عثمان بن عفان فبينا أنا عنده إذ خرجت فإذا وفد أهل مصر فرجعت إلى عثمان فقلت انى أرى وفد أهل مصر قد رجعوا جيشا عليهم ابن عديس قال وكيف رأيتهم قال رأيت قوما في وجوههم الشر فصعد ابن عديس منبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصلى بهم الجمعة وقال في خطبته ان عبد الله بن مسعود حدثني انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول:  < إنّ عثمان أضلّ من عتبة غاب قفلها> فدخلت على عثمان وكان محصورا فسألني بماذا قام فيهم فأخبرته فقال كذب والله ابن عديس ما سمعها ابن عديس من ابن مسعود قط ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ...

تاريخ دمشق لابن عساكر 35 \ 114 من طبع شيري – بيروت .

قال ابن الجوزي:  وقد رويت أحاديث في ذمّ عثمان : الحديث الأول : أنبأنا المبارك بن عليّ قال أنبأنا شجاع بن فارس قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد الأشناني قال أنبأنا عليّ بن أحمد بن عمر الحمامي قال أنبأنا علي بن محمد بن أبي قيس قال حدثنا أبو بكر بن عبيد القرشي قال حدثت عن كامل بن طلحة قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن عمرو المعافري أنه سمع أبا ثور الفهمي قال :

قدمت على عثمان فصعد ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:

 ألا إنّ عبد الله بن مسعود حدّثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

    < ألا إنّ عثمان أضلّ من عيبة على فعلها [ عتبة على قفلها ] > .

فدخلت على عثمان فأخبرته فقال :

كذب والله ابن عديس ما سمعها من ابن مسعود, ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الموضوعات لابن الجوزي 1\ 335. وفي طبعة نور الدين بن شكري ( 2 \ 88 ) : < أضلّ من عتبة قفلها > .

وقال في الهامش : في نسخة < .... عتبة على قفلها >,

وقال : استفسرت الشيخ أبا غدّة فقال : صوابها < أضلّ من عير في فلاة > .

وقد نقلها أكرم العمري عن اللالىء المصنوعة للسيوطي بلفظ : أضلّ من عبيدة على بعلها .

وفي تنزيه الشريعة : أضلّ من عيبة على قفلها .

هذه أهم المصادر التي احتوت على ذلك بألفاظها المختلفة .

يقول الجلالي : الذي أختار: أنّ صحيح النصّ هو :< أضلّ من عيبةٍ غاب قفلها> وبه يجمع بين ما جاء في المصادر بالتلفيق.

والتصحيف بين الكلمات (عيبة و عتبة وعبيدة ) قريب , كما هو بين ( غاب وعلى ) وبين (قفلها وبعلها).

وأما ما ذكره الشيخ أبو غدّة فهو إبعاد عن النصوص كلها  لفظا ومعنى :

ّفأين (عير) من ( عيبة ) ؟ 

وأين (في ) من (غاب)؟

وأين (فلاة) من (قفلها) ؟

 ويحتمل معنى الحديث على ما اخترنا وجوهاً :

1 - أنه مثل الصندوق الذي ضاع قفله , من حيث أنه لايستفاد مما فيه .

2 -أو لا يستفاد منه هو , إذ لا يضبظ فيه شيء .

3 - أو أنه صندوق لا قفل له تمدّ إليه يد كلّ سارق , و لا يردّ يد أيّ لامس , لانه غير محفوظ ولامنضبط .

وهذا المعنى الثالث  هو الانسب بالعيبة والقفل والغياب , وبما كان عليه شأن الرجل من استيلاء بني قومه عليه من أمثال أل العاص وأميّة وحصوصا مروان بن الحكم ممن جرّ عليه وعلى الامّة الويلات التي سجّلها التاريخ ولم ترحضها المعاذير ولا تحريف النصوص ولا الحكم عليها بالوضع ولا إنكارها باللسان وتكذيبها في أيّ عصر وأوان .

ثمّ إنّ الحديث يكون على هذا من دلائل النبوّة فلتراجع مصادرها .

                                         وكتب السيد .   

سه شنبه ۱۵ اسفند ۱۳۸۵ ساعت ۱۵:۱۴